في عالم اليوم، حيث أصبحت السيارة جزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية، من الضروري للغاية فهم أهمية السلامة على الطريق. لا يتعلق الأمر فقط بالوصول إلى وجهتك، بل يتعلق بالوصول إليها بأمان. حيث تعتمد حماية المستخدمين على محورين متكاملين: الوقاية من الحوادث (السلامة النشطة) تقليل الأضرار والإصابات في حال وقوع حادث (السلامة السلبية). هذا المقال يمثل دليلاً شاملاً يشرح هذين المفهومين بتعمق، مبيناً آلية عمل كل نظام، وكيفية تكاملهما معاً ليشكلا شبكة أمان لا غنى عنها لكل مسافر على الطريق.
تشير السلامة في السيارات إلى مجموعة الأجهزة والتقنيات والتصاميم الهادفة إلى حماية ركاب المركبة.
الأهداف الرئيسية للسلامة المرورية هي كما يلي:
الوقاية من الحوادث : توفير أنظمة تساعد السائق على تجنب المواقف الخطرة والحفاظ على السيطرة على المركبة.
تنفيذ أنظمة تساعد السائق على تجنب المواقف الخطرة والحفاظ على السيطرة على المركبة.
تقليل مخاطر الحوادث : تقليل عوامل الخطر المرتبطة بالقيادة، مثل التعب والتشتت وظروف الطقس السيئة.
الحماية في حالة الاصطدام : ضمان الحماية المثلى للركاب في حالة الاصطدام، من خلال امتصاص طاقة الصدمة وتقليل مخاطر الإصابات الخطيرة أو المميتة.
2. السلامة النشطة والسلبية : نهجان متكاملان
2.1 مقارنة بين المفهومين
في رحلتنا اليومية، سواء كانت قصيرة أو طويلة، داخل شوارع المدينة أو على الطرق السريعة، يجب أن تكون السلامة هي أولويتنا القصوى. إن فهم مفهومي السلامة النشطة والسلبية في السيارات ليس مجرد معلومة إضافية، بل هو استثمار في سلامتك وسلامة من معك. تهدف السلامة النشطة إلى الوقاية من الحوادث، بينما تهدف السلامة السلبية إلى حماية الركاب في حالة وقوع حادث.
إذن، الأمان النشط استباقي، يتصرف قبل الحادث لتجنبه. أما الأمان السلبي فهو تفاعلي، يتدخل أثناء الحادث وبعده لتقليل العواقب.
2.2 توضيح بالأمثلة :
| الخاصية | السلامة النشطة | السلامة السلبية |
|---|---|---|
الهدف الرئيسي | الوقاية من الحوادث | الحماية في حالة وقوع حادث |
وقت التدخل | قبل الحادث | أثناء الحادثة وبعدها |
أمثلة | ABS, ESP, ACC, AEB | الوسائد الهوائية، أحزمة الأمان، هيكل المركبة |
الدور | يساعد في الحفاظ على السيطرة على المركبة | امتصاص طاقة الصدمة |
السلامة النشطة : حارسك الغير المرئي
3.1 ما هي السلامة النشطة؟
السلامة النشطة، أو ما يعرف بـ “أنظمة منع الحوادث”، هي مجموعة التقنيات والأنظمة الإلكترونية والميكانيكية المصممة لمساعدة السائق في تجنب وقوع الحوادث من الأساس. تعمل هذه الأنظمة كمساعد ذكي للسائق، تزيد من درجة سيطرته على المركبة، وتنبهه للمخاطر الخفية، وتتدخل تلقائياً عند الحاجة لتصحيح مسار أو سرعة السيارة. هي بمنزلة “خط الدفاع الأول” الاستباقي.
3.2 عمل الأنظمة العامة للسلامة النشطة
تعتمد أنظمة الأمان النشط على مجموعة من أجهزة الاستشعار ووحدات التحكم الإلكترونية والمحركات التي تعمل معًا لمراقبة بيئة المركبة، وتحليل البيانات، والتدخل عند الحاجة. يمكنها التأثير على جوانب مختلفة من القيادة مثل الفرملة، والتوجيه، والتسارع، والحالة العامة للمركبة. تهدف هذه الأنظمة إلى تحسين ثبات المركبة، والرؤية، وتنبيه السائق إلى المخاطر المحتملة.
تعتمد أنظمة الأمان النشط على مجموعة من أجهزة الاستشعار والحواسيب الإلكترونية والمشغلات التي تعمل بتآزر لمراقبة بيئة المركبة، وتحليل البيانات، والتدخل عند الضرورة. يمكنها التأثير على جوانب مختلفة من القيادة، مثل :
- الفرملة
- التوجيه
- التسارع
- حالة المركبة نفسها.
تهدف هذه الأنظمة إلى تحسين استقرار المركبة، وتعزيز الرؤية، وتنبيه السائق في حالة وجود خطر محتمل.
3.3 الأنظمة الرئيسية للسلامة النشطة
1.3.3 نظام الفرامل المانع للانغلاق (ABS)
نظام ABS هو نظام أمان نشط يمنع انغلاق العجلات أثناء الفرملة الطارئة. يعمل من خلال تعديل ضغط الفرملة على كل عجلة، مما يسمح للسائق بالحفاظ على السيطرة على التوجيه وتجنب الانزلاق.
2.3.3 نظام التحكم الإلكتروني بالثبات (ESP)
نظام ESP هو نظام يصحح مسار السيارة في حال فقدان التماسك. يقارن الاتجاه الذي يرغب فيه السائق (عبر المقود) بالاتجاه الفعلي للسيارة (الذي تقيسه أجهزة الاستشعار) ويتدخل عن طريق الكبح الانتقائي لبعض العجلات لاستعادة المسار المطلوب.
3.3.3 مثبت السرعة التكيفي (ACC)
يقوم نظام التحكم التكيفي في السرعة (ACC) بضبط سرعتك تلقائيًا للحفاظ على مسافة أمان مع السيارة التي أمامك. سواء على الطريق السريع أو داخل المجال الحضري، يقلل هذا النظام من التعب ويحد من مخاطر الاصطدام الناتجة عن عدم الانتباه.
4.3.3 نظام الكبح التلقائي في حالات الطوارئ (AEB)
يمثل الكبح التلقائي في حالات الطوارئ (AEB) أحد أهم التطورات في مجال السلامة النشطة. وبفضل أجهزة الاستشعار والكاميرات، يكتشف العوائق (المركبات، الراجلين، راكبي الدراجات) ويقوم بتفعيل الكبح الطارئ إذا لم يتفاعل السائق بسرعة كافية.
4. السلامة السلبية : تقليل الضرر عند وقوع الحادث
4.1 تعريف السلامة السلبية
في حين أن أنظمة السلامة النشطة تضطلع بدور محوري في تفادي وقوع الحوادث المرورية، يبقى الواقع المحتوم هو احتمال حدوثها. وهنا، تبرز أهمية أنظمة السلامة السلبية. فغاية هذه الأنظمة هي التخفيف من وطأة الأضرار الناجمة عن الحوادث عن طريق امتصاص طاقة الصدمة وتقليل احتمالية الإصابات حال وقوعها.
4.2 الأنظمة الرئيسية للسلامة السلبية
4.2.1 الوسائد الهوائية (Airbags)
الوسائد الهوائية هي أجهزة أمان سلبية تنتفخ تلقائياً في حالة الاصطدام، مما يخلق وسادة واقية بين الركاب والأجزاء الصلبة من المركبة.
4.2.2 أحزمة الأمان :
يبقى حزام الأمان الجهاز الأكثر فعالية لإنقاذ الأرواح. حيث يمنع الركاب من الاصطدام بأجزاء السيارة الداخلية أو الخروج منها أثناء الحادث
4.2.3 هيكل المركبة : القفص الواقي
يتم تصميم هيكل السيارة لامتصاص قوة الصدمة وتوزيعها بعيداً عن الركاب، من خلال تشوه متحكم فيه لبعض أجزاء المركبة، مما يقلل من خطر الإصابة.
4.2.4 مساند الرأس : حماية رقبتك
صُممت مساند الرأس القابلة للتعديل لحماية الفقرات العنقية في حالة الاصطدام الخلفي. تمنع التمدد المفرط للرقبة، مما يقلل من خطر الإصابة.
4.2.5 آلية شد حزام الأمان
شدّادات حزام الأمان هي آلية تُفعّل في حالات الاصطدام أو الكبح المفاجئ لشد حزام الأمان بإحكام حول الراكب، مما يحد من حركته ويُعزز فعالية الحماية. تُشغّل هذه الآلية عادةً بفضل مستشعرات الاصطدام التي تستخدم شحنة غاز أو آلية كهربائية لإحداث الشد السريع.