الخميس, يوليو 3, 2025

مرسيدس تتخلى عن التوجيه التقليدي : ثورة أم مغامرة محفوفة بالمخاطر؟

by Admin

أحدثت مرسيدس-بنز مفاجأة بإعلانها عن وصول نظام توجيه كهربائي بالكامل، المتوقع في عام 2026. وداعًا للاتصال الميكانيكي بين نظام توجيه المركبة والعجلات! هذا التطورة التقني الجريئ يأتي مع خيار جمالي عن طريق اعتماد عجلة قيادة من نوع” Yoke “، مستوحاة من عالم السباقات. هل هي مجرد أداة تكنولوجية أم تقدم حقيقي؟ دعونا نتناول هذه الابتكار.

ابتداءً من عام 2026، ستصبح مرسيدس أول مصنع ألماني يدمج تكنولوجيا التوجيه الإلكتروني بالكامل في إنتاجها التجاري. المبدأ بسيط: يتم تحويل حركة عجلة القيادة إلى إشارات إلكترونية، يتم إرسالها إلى وحدة تحكم تقوم بدورها بتشغيل محركات توجيه العجلات الأمامية. بالإضافة إلى البراعة التقنية، يكمن الاهتمام الأكبر في زيادة تخصيص تجربة القيادة. يمكن أن تختلف نسبة التوجيه اعتمادًا على الظروف: المناورات عند السرعات المنخفضة، القيادة في المناطق الحضرية، على الطرق السريعة أو الرياضية. وبالتالي، يصبح التوجيه المعزز قابلاً للتكيف ومحرراً من قيود الأنظمة الميكانيكية.

technologie steer by wire

أمان معزز: التكرار والموثوقية في قلب النظام

قد تكون مرسيدس EQS المستقبلية هي النموذج الأول الذي يستخدم عجلة القيادة “باي واير” « by wire ». ولكن ماذا عن الأمان؟ تركز مرسيدس على بنية إلكترونية متكررة، تم تطويرها داخليًا. يدمج النظام ضعف عدد المحركات اللازمة، وإمدادات كهربائية مزدوجة، ووحدات حساب ثانوية، مصممة للتعامل مع أي احتمال. مع مليون كيلومتر من الاختبارات على المنصات والطرق والمسارات، تظهر مرسيدس ثقة في موثوقية ابتكارها. في حالة الفشل الكامل، تؤكد العلامة التجارية على الحفاظ على استقرار توجيهي بفضل التوجيه الخلفي وكبح مستهدف، يتم التحكم فيه بواسطة نظام ESP.

عجلة قيادة جديدة بين الحداثة والجدل

1. عجلة القيادة : تصميم مستقبلي أم تنازل عن الراحة؟

يتيح التخلي عن عمود التوجيه التقليدي واجهة جديدة بين الإنسان والآلة. تتنازل العجلة الدائرية عن مكانها لصالح “يوق”، الذي يشبه شكله البيضاوي والمسطح قمرة قيادة الطائرات المقاتلة أو عجلات السباق. يسمح هذا التصميم “المستطيل”، المرتبط بزاوية دوران منخفضة (170 درجة ستكون كافية للانتقال من الحد الأقصى إلى الحد الأقصى)، بالحفاظ على اليدين في وضع ثابت. الهدف: القضاء على المناورات المتقاطعة، التي أصبحت غير ضرورية مع نظام التوجيه بالأسلاك بنسب متغيرة، وتحسين دقة القيادة على الطرق المتعرجة بشكل محتمل.

2. عجلة القيادة Yoke : هل هي مريحة بما يكفي؟

تثير فكرة عجلة القيادة من نوع “Yoke”، المشابهة لتلك التي اشتهرت بها تسلا ، تساؤلات مشروعة. التجربة مع أنظمة مماثلة، مثل تلك الموجودة في Lexus RZ 450e ، لم تكن دائمًا حاسمة. في حين أن المظهر الأنيق وتوفير المساحة أمران لا يمكن إنكارهما، إلا أن بيئة العمل في الظروف الواقعية لا تزال نقطة استفهام.

تتركز الانتقادات بشكل أساسي على المناورات بسرعات منخفضة. قد يصبح ركن السيارة، والالتفافات، والانعطافات الحادة أقل سهولة في ظل غياب دائرة كاملة تسهل إعادة وضع اليدين. قد يؤدي غياب العلامات الدائرية الكلاسيكية أيضًا إلى إرباك بعض السائقين في حالات الطوارئ التي تتطلب تصحيحات سريعة.

بالإضافة إلى ذلك، يثير اختفاء أي ردود فعل ميكانيكية مخاوف بشأن فقدان “الإحساس بالطريق”. قد تتأثر القدرة على الشعور بالتماسك والمعلومات الدقيقة التي تنقلها الطريق، وهو عنصر حاسم لقيادة دقيقة وسريعة الاستجابة.

2. توجيه "بالأسلاك": وعد بالرشاقة أم تحدٍ للسيطرة؟

مع زاوية دوران قصوى مخفضة إلى 170 درجة، يعد نظام التوجيه ” عن طريق الأسلاك ” بزيادة الاستجابة، خاصة على الطرق المتعرجة. من المفترض أن يسهل التعديل التلقائي لنسبة التوجيه وزاوية الانعراج التي تصل إلى 10 درجات بفضل التوجيه الخلفي، وهو ما أبرزته مرسيدس، عند المناورة بسرعات منخفضة.

ومع ذلك، لا تزال التجربة الفعلية قيد التقييم. إذا كان بإمكان المساعدة الإلكترونية تعويض غياب الوصلة الميكانيكية جزئيًا، فإن إحساس السائق وثقته يمثلان عنصرين أساسيين. سيتطلب الانتقال إلى نظام التوجيه “بالأسلاك” فترة تكيف للسائقين المعتادين على الأنظمة التقليدية.

مستقبل التوجيه: بين الابتكار والتكيف

يبدو أن مرسيدس تهدف إلى جعل سيارة EQS المحدثة رأس الحربة في هذه التكنولوجيا المبتكرة، ومن المحتمل أن تتبعها الفئة S المستقبلية ونماذج أخرى، بما في ذلك النماذج التي تعمل بالاحتراق الداخلي. الهدف واضح: تقديم تجربة قيادة أكثر مرونة وسلاسة.

يبقى أن نرى ما إذا كان هذا الاستغناء عن عمود التوجيه سيؤدي إلى تحسين حقيقي من حيث السلامة والراحة ومتعة القيادة. سيخبرنا المستقبل ما إذا كانت هذه الجرأة التكنولوجية خطوة إلى الأمام أم مجرد تعقيد. سيكون تقبل الجمهور وتكيف السائقين عاملين حاسمين في نجاح هذه المبادرة.

منشورات ذات صلة

Ce site Web utilise des cookies pour améliorer votre expérience. Nous supposerons que vous êtes d’accord avec cela, mais vous pouvez vous désinscrire si vous le souhaitez. Accepter En savoir plus